1_765328_1_34

اليوم أريد التحدث عن أمر أرى من واجبي التنويه عنه ..

إن المتعارف عليه دولياً أنه عندما تأتي العمالة لبلد ما .. تمتص هذه العمالة عادات البلد ، ولن أقول تقاليد لأنها موروثة ومعقدة أما العادات من الطبيعي ومن التلقائية اكتسابها ليسهل عليهم التكيف مع المجتمع كمثال بسيط .. الذهاب لليابان أو ماليزيا كسياحة فإن معرفة العادات والأساليب المتبعة في البلد يسهل علينا الكثير من الإجراءات ، مثلها مثل الهندي والمكسيكي الذي يذهب للعمل إلى أمريكا يكون على علم بكل ما يريده للإندماج والتكيف وهذا أمر طبيعي ومتوقع والبعض يريد الإنصهار في المجتمع الأمريكي بأوسع أبوابه .. لا يخصنا .

أما في بلدي في السعودية فما يحدث العكس العمالة الوافدة لا تأتي لتعمل فقط وتتكيف لتنتج بل لتؤسس أحزاب وعصابات ، يكفيها معرفة القوانين وما هو محرم وممنوع لتجتهد بكل طاقتها لمخالفة ذلك بشتى الطرق ، للأسف هناك من أبناء الوطن من هم حامين ومساعدين لهم بل ومساهمين بالمال والجهد في دعم هذه العصابات ! ما الذي حدث ويحدث ولما ؟ !! من هنا سأبدأ ..

يا سادتي في قديم الزمان قبل استقدام العمالة وسأخص بالترتيب (البنغال ، الأفارقة “مثل الحبوش والسنغال وما شابه” ، الأندنويسيين …. والبعض الذين أتحفظ على جنسياتهم) لم يكن المواطن على علم بكيفية عمل الخمرة ولا أن من تركيبة العرق الملابس الداخلية والشرارييب ، وإذا وجد من له علم وخبره فهو واحد في الثلاثة مليون ، لم يكن المواطن يعلم التزوير ولا الغش بل يخاف من خيالة والآن فهو شهم جريء مستعد ليدفع الغالي ليحصل على ختم مزور وشهادة مزورة وأيضاً يدفع دينه ليحصل على الطلاسم و الأسحار  ليتمكن من أحد ما ، وبين قوسين لم يكن لشبابنا وشاباتنا ومراهقينا العلم بالحبوب و الأفلام الجنسية وما شابه .

أعترف لسنا شعب ملائكي لكننا كُنا على فطرتنا وطيبتنا وطبيعتنا النقية .. لا أحب مقولة “الطيب أهبل ” ولكن الطيب في بلدي بريء يُستخف به ويُضحك عليه وهذا ما حدث مع رجالنا وللطاقات المهدرة من الشباب الذي يسير في عالم لا رقيب فيه ولا قائد أو قدوة ، للأسف العديد من الأجيال الشارع هو من أشرف وما زال يشرف على تربيتهم وتوجيههم نحو العالم المجهول ، وماذا يحتوي الشارع غير السائقين وحراس العمائر والعمال وباعة البقالات …. ، هؤلاء هم سبب الفساد لجيل المراهقين ثم الشباب إلى أن كبروا وأصبحوا رجال لا خير فيهم مدمنين أو مروجوين أو سارقين للأسهم ومختلسين للأموال أو خائن لرب عمله ..

ولو عدنا للأساس والمصدر الأول لهذه الإنحرافات الإجتماعية لوجدنا أننا إكتسبناها من العمالة الوافدة .. السرقة منهم ، الرشوة منهم ، الأختام والشهادات المزورة منهم ، الأسحار منهم .. هم من يقدمونها للمواطن على طبق من ذهب .. أعتقد أننا الدولة الوحيدة في العالم من تكسب عاداتها السيئة “بنسبة كبيرة” من العمالة الوافدة .. بسبب كوننا دولة منغلقة عن الخارج في الثقافة والمعرفة والخبرة ننبهر ويلفت نظرنا كل ما يأتينا من الخارج حتى ولو كان كائن بشري .. يلفت نظرنا ما يملكه من مهارات إجرامية ونصب وحيلة خاصة من في نفسه بذرة سيئة يعجب بطريقة كسب هذا المجرم وسرعة إدخارة فلا يتوانى هذا الغريب أن يرشده على الطريقة ليضمن الدعم  ، وكل ممنوع مرغوب والحاجة أم النصب عند هؤلاء القوم ، وتدني الوازع الديني + المستوى المعيشي ساهم وبقوة في ذلك .

لا تحدثوني وتخبروني عن وجود أسباب أخرى مثل اللاقط الهوائي “الدش” والأفلام الهدامة و و و و ، لنفكر قليلاً .. نجد أن من حول ماهو في الدش لحقيقة ملموسة على أرض الواقع و وفر كل المواد الخام من وسائل الفساد هم العمالة  .. من يفك شفرات القنوات ويوفر الكروت ويحمّل أنواع الفساد في الجوالات للأطفال والمراهقين بل حتى الكبار غير العمالة ، من يوفر العرق والخمور ؟ العمالة ، من ينشر الحبوب المنشطة فترة الإختبارات ؟ العمالة ، من ينشر وعلم الشذوذ ؟ العمالة من ومن ومن ؟ العمالة .. كله في كفة ودور الخادمات في المنازل في كفة أخرى ..

كُنا كصفحة بيضاء إن شابتها شائبة فهي لا تذكر ولا حتى ترى ، وفود العمالة علينا لطخ هذه الورقة بأنواع القاذورات حتى أخاف أن تكون أصبحت بالية ، للأسف لم نتمتع بالدرع الواقي والحامي من هذا المد الآتي من السجون .

إننا مستهدفون من قبلهم تحاك خطط الجريمة والفساد قبل حضورهم إلينا و كل خطوة من لدنهم مدروسة هدفهم الأول الكسب بأي الطرق والرحيل لا قيم لديهم ولا مباديء ولا أخلاق سامية .. قليل بل القليل النادر من يتسمون بالخير والصلاح وأخلاق المسلمين .

الآن سؤال ما الذي جعل لهؤلاء العمالة القدرة على الإجرام والهيمنة عليه بلا خوف .. في بلدي ؟

1- بعض الثغرات في إجراءات الدولة .

2- بعض من رجال الأمن وأقصد هنا من يقبلون الرشوة ويطالبون بها ، توجد عمالة ظهرها مسنود وبقوة بسبب الرشوة .

3- المال السايب .

4- ثقة المواطن الطيب الغافل .

5- الرجال الخائنين للدين والوطن وحتى لنفسه وأهله من تجار المخدرات ومروجي الخمور خريجة مصانع العمالة .

6- بعض الجهلة والغير متعلمين ، من لا يستطيع التفريق بين الصح والخطأ  أو لا يريد مادام هناك مكسب ! .

7- بعض المواطنين المخالفين للأنظمة :-

أ- المواطن الذي يسمح بتواجد خادمة أو سواق في منزله هارب/ة من كفيله .. سؤال بأي حق توظفه /ا لديك  ؟ والأدهى إعطائهم الراتب بزيادة بل يشترطوا ذلك بحجة غلاء المعيشة !!!!!!!!!!!!!

ب- أصحاب بعض محلات البناء / و أصحاب المصانع الكبيرة من يحضر العمالة من الباطن للعمل لديه باليومية أو الساعة .

ج- المقاولين/ والمواطن الذي يقوم بإنشاء أو ترميم منزله ، فتجدهم لا فرق لديهم إن كان العامل بإقامه أو لا المهم أن ينتهي العمل …

وإن كان لديكم المزيد فأتحفوني …

…………………………………………………………..

ملاحظة :-

1- لا أدعي أن كل أسباب التدهور الأخلاقي في البلد هو فقط من العمالة بل هو الجزء الأكبـــــــــــــــــــر .

2- ما أتحدث عنه هو ضرر العمالة على المواطــــــــــــن وليس الوطن .. لأنه كحاله مُعتدى عليه فكرياً ونفسياً ورزقياً ، ومغتصب فيما يملك من قيم وثوابت وأعراف ولن أبالغ إذا قلت حتى في أبناءه .

هنا تجدوا جرائمهم على مستوى الوطن .

ليلى.ق

التعليقات
  1. السلام عليكم ورحمة الله.
    اخيتي الحبيبة العزيزة ليلى سأعلق على الموضوع وابدي وجهة نظري رغم اني لست بسعودية.
    وسأفعل ذلك لأني اعشق تراب المملكة وتهمني مصلحة الشعب الحجازي وهذا لان الرسول عليه الصلاة والسلام من هناك.
    في البداية انا مغربية وقد سمعت ولأول مره انا هناك مجموعه من الشباب دهبوا الى السعودية من اجل العمل في البناء بعقد من احد الشركات.والوسيط في هده العملية كان شخص ينتمي لنفس القريه التي ينتمي لها الشباب.لكن الجميل في الامر ان اهالي الشباب قالوا بأن حال اولادهم تغير وقد اصبحوا غاية في الصلاح واغلبهم ولن اقول كلهم قاموا بفريضة الحج بمساعدة صاحب الشركة…..ما اريد قوله بأنهم تأ ثرو بتقافة المملكة بشكل ايجابي.
    اقسم بالله ان ما سمعته كان قبل اسبوع من اليوم.
    والتي حكت لي الموضوع امرأة اخوها كان من بين من دهبوا.
    قالت كانت حياته ضياع وبعد ذهابه تغير اصبح ملتزم واصبحت له لحيه وقد حج في السنة الماضية وقال ان معضم زملائه وقع معهم نفس الشيء.
    انا لا اخفيك امرا ان الدولة العربية الوحيدة التي احبها حبا جما بعد بلدي هي المملكةالعربيه السعودية.
    ويحزنني ان اعرف ان هناك سلوكات تصدر من العماله تؤثر سلبا على شبابها.
    وماقلته عن الشباب المغاربة هي اشارة لما تطرقتي له سابقا ان اي شخص مقيم في بلد ثاني يجب عليه ان يحترم عادات ذلك البلد ويتأثر بها بشكل ايجابي.
    لنتكلم عن الحلول قليلا….
    انا أرى ان اي عامل يصدر منه تصرف غير لائق الحل الوحيد هو تسفيره وأي مواطن يصدر منه تساهل او مساعدة او تعاون تفرض عليه عقوبات سجنيه وغرامات ماليه.
    يقول المثل اهل مكة ادرى بشعابها.
    ربما تطفلت قليلا .لكن احب ان اقول ان مصلحة المملكة العربية السعودية تهمني وتهم كل مسلم.
    هذا لأني مسلمة+ماقلته سابقا لأني اعشقها واعشق تقافتها وتقاليدها
    تقبلي مروري
    وبارك الله فيك.

    • ليلى.ق كتب:

      ملح الحياة ..
      حياك الله في قلبي وفي مدونتي وبلدي 🙂
      أولاً يا عزيزتي حددت الجنسيات المسببة للفساد في البلد ، وبالنسبة للمغاربة والقادمين إلينا من دول عربية هم أخوه لنا قبل كل شيء لنا نفس الدين نتقارب في كثير من القيم والأفكار والثقافات لذا ليسوا من قصدتهم .
      ثانيا ً لو بيدي كان سفرت هؤلاء العمالة قبل الدوله لكن ما باليد حيله .
      ثالثاً لم تتطفلي أنت مرحب بك متى أردت ، تحية لك ولكل أهل المغرب ، لم يسبق لي زيارتها لكن الكثير عجز أن يوفيها حقها من المديح 🙂
      بلدي تعشق كل من يعشقها وترى كل المسلمين أبناءً لها وأنت بنت بلدي بالتبني 🙂
      كل الحب و الود .

  2. زائر كتب:

    جيد , عرضت جانب واحد من المشكلة و أغفلتي الجانب الآخر , غالبية الكفلاء وأصحاب الأعمال لا يعطون العمالة حقهم و ياكلونه بالباطل , ويبقى الوافد يشحت راتبة شهور إذا لم تصل إلى سنين , فمن أين سيعيش هذا الوافد ؟ لن يجد طريقاً أمامه غير السرقة , والهروب لإيجاد فرصة أفضل , علينا أن نعترف بالخطأ ونكون موضوعيين في طرح المشكلة , اقسم أنه حتى إذا اشتكى الوافد ووصلت قضيته للمحكمة فإن الحكم يكون ضده دائماً بغض النظر عن قضيته , وهذا ما لمسته بنفسي أثناء عملي في أحدى المحاكم ..
    عندما يكون شبابنا مؤهلاً للعمل ويمكنه أن يأخذ مكان البنقالي أو الهندي يمكن حينها أن نصرخ في وجههم (اخرجوا من أرضنا)

    • ليلى.ق كتب:

      زائر ..
      يظهر من ردك أنك لم تقرأ جيداً ..
      ما الذي حذا بالكفيل أن يفعل فعلتة ، عُد للوراء للماضي القديم .. ثم تدوينتي تتحدث عن جانب بعيد غير ما وجدته وهذا ما فهمته من رأيك .
      “عندما يكون شبابنا مؤهلاً للعمل ويمكنه أن يأخذ مكان البنقالي أو الهندي يمكن حينها أن نصرخ في وجههم (اخرجوا من أرضنا)” هذا كلام من ليس لديه ثقة في شباب بلده ، كلام المتشبث بالعمالة خوفاً من المستقبل هذا أمر أفرغت الحديث عنه في تدوينة “سابقة” وذكرت الطريق الأمثل لذلك ، و ما امتلأت البيوت و المقاهي و الشوارع بالشباب إلا لوجود من حل محلهم صدقني عندما يرى الشباب أنه أمام الواقع سيعمل لا تكن يائس ..
      العمالة أصبح شرها مستطير على المواطن لا يمكن تجاهله ، أعد القراءة لتفهم مقصدي .

  3. rayii كتب:

    سلااام ليلى :
    رغم أن الموضوع لا يعنيني إلا أنني أمام النقاش و الحوار لا أستطيع امتلاك نفسي لذا سأبدي رأيي بسرعة ، المهم أنا أرى أن الإنفتاح غير المقنن هو سبب كل المصائب ، فمثلا عندنا في الجزائر إنتشرت في الأونة الأخيرة تجارة النقود المزورة التي تصنع بحبر خاص من طرف الأفارقة و كذلك بإحدى المدن التي تشهد إقبال كبير للأفارقة والصينيين إزداد عدد النصابين بمرض الإيدز أعادنا الله منه ، و هذا كله بسبب عدم وجود قوانين تحكم حركة الأجانب بالبلد :
    دمت بخير سلاااام

    • ليلى.ق كتب:

      rayii ..
      غسيل الأموال دوبو يوصلكم ؟! وصلنا من زمااااان و سقط ضحية نصب الأفارقة عدد لا بأس به إن كان ذلك بطريقة مباشرة أو عبر الهاتف ..
      المهم في الموضوع قدوم الأجانب والعمالة من البلدان الغريبة في الدين والعادات والثقافات بلاء و مصيبة علينا أضيفي إلى ذلك الجهل الذي هم فيه و الفقر المدقع والذي بسببة كان للجريمة دور حيوي وأساسي في نفوسهم ليعيشوا اللهم أحمينا منهم .
      حياك الله 🙂

  4. اعتقد اني انا السبب الاول لاني سكت عن افعالهم ورضيت للغير ان يقبل الرشوة وان يتمادى الخونة للوطن

    اعتقد اني انا السبب الاول بلا مبالغة

    شكرا لك اختي

اترك رداً على ملح الحياة إلغاء الرد