ما ذا يحمل لنا العام الجديد ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعاني مدونتي من التمرد  و قلة الإحترام  ربما تجاوزت مرحلة كونها كتكوتة تحبو فأصبحت مراهقة  مزعجة ، فهي تحذف مدوناتي وتمتنع عن الظهور بحجة أن الموقع خاطيء ، ولأني صبورة جداً وهادئة تجاوزت عصيانها كما أرجوا فالعمل مع المراهقين متعب هع .

كما لاحظتم لم ادون مؤخراً وقد أطلت المدة .. فقد سافرت وانشغلت كثيراً غير احباطي بسبب كارثة جدة وما يحدث مع الحوثيين و (حركات النص كم من مدونتي) التي أغضبتني خاصة عندما كتبت تدوينة تحوي كل ما جال في خاطري ثم .. بح ، عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم .

ستضمن تدوينتي ثلاث محاور أريد التحدث عنها .

أولاً//ما تلا كارثة جدة : إن كنتم لا تعلمون فقد تجاوز ضحايا السيل ما يفوق (1300) وكما هو معلوم دولياً أنه إذا تجاوز عدد الموتى 200 في مدينة ما بسبب كارثة تعلن هذه المدينة منطقة كوارث لذا لا أعلم ماهي الفائدة المرجوة من التستر والتكتم على العدد الحقيقي والحرص على ألا يتجاوز العدد الـ200 ، ألا يكفي احباط المتضررين وحزنهم المضاعف فالكثير منهم لم يجدوا مفقوديهم ، إن حالهم يبكي الصخر ، و أتعجب من الحكومة فقد أرسلت في اليوم الثاني أو الثالث للكارثة طائرة إغاثة لفيتنام ولم ترسل للمتضررين هنا أي شيء غير ماء وبسكويت حتى أني لا أعلم هل هي من عند الدولة أو تبرع بها أحدهم ، كما أرى وأعتقد أنها اكتفت بالمتبرعين المتواضعين من الشعب ، وما حدث في مهرجان التبرع كما أحب أن أطلق استعراض أكثر منه تآخي وتعاضد مع المتضررين حتى إن احداهن ما فتئت تقنع صديقاتها للذهاب لمعرض الحارثي بقصد التبرع حتى يتم تصويرهن بالصحف مثل ماحدث معها ، و واحدة من المتبرعات تحمل حقيبة بـ7000 ريال حضرت مشكورة لتتبرع بعلب تونة في أكياس !! هل تراهم قطط ؟! بئس الأمر ، والصحف المنافقة تخبرنا أنهم نزلوا من قصورهم وحضروا من فللهم ليتبرعوا .. لقد أزعجني الأمر جداً ماهو شعور المتضرر حين يقرأ الخبر ؟ مع العلم أن هذا لا يجحف  مجهودات البقية ، الحمد لله أن منزلي بعيد عن الكارثة بل لا نكاد نعلم بما حدث في الجنوب لكن هذا لا يعني عدم تعاطفي الشديد معهم كما لو كانوا من أهلي لذا يزعجني اهمالهم والاستخفاف بهم ، والمتضررين في أكثر من مقابلة ذكروا حاجتهم للطعام الجاهز الذي سبق طهوة لعدم توفر مطبخ ولموقد ولا حتى انبوبة غاز كان الله في عونهم حالهم يرثى لها ، أكثر ما أتعجب منه عدم مشاركة المطاعم المشهورة في التناوب على التبرع بالوجبات صدقة لوجهة الله !! هناك مطعم مشهور بوجباته السريعة له فرع في حي قويزة لم يكاد يتضرر بادر مسرعاً بفتح أبوابة في انتظار زبائنة المتضررين من أهل قويزة للشراء منه !!!!

أبارك للبلدية عملها المضني والسريع لترميم الشوارع كيفما كان وبشتى الطرق والأساليب المهم مدارة الفضيحة ، ما أزعجني حد القهر هو ما حدث مع الحفرة الشهيرة التي ابتلعت تقريباً 40 سيارة والتي لا أحد يعلم العدد الحقيقي للمفقودين داخلها فقد أتى أمر بدفنها بمن فيها واعادة فتح الشارع ، تجمهر المساكين يبكون حولها غير مصدقين ما يحدث فأحباؤهم داخلها ، بالله كيف للناس العبور بسياراتهم فوق هذه المقبرة ؟ لا إحترام لا للناس ولا للموتى ، في الدول المتقدمة لو سقطت قطة في المجارير مسافة 100 متر تحت الأرض لتجندت المدينة بأكملها ولأتى المهندين كلٌ بخطة لإنقاذها وإخراجها حتى لو اتضح أنها ميته ..

حقيرة هذه الأمانة وأيضاً البلدية تخيلوا استمرارهم في تدمير الأراضي بمشاريعهم الفاشلة مقدماً ، بل تخيلوا أنهم مستمرون في تغطية مجارى السيل وبالأخص الذي خلف شارع التحلية ليصبح شارع المضحك أن نهاية هذا المجرى مقفلة أي لا تنتهي لا إلى البحر أو أي تصريف !! استهتار واستمرار للمهزلة والمسؤلون في الأمانة مازالوا يسرحوا ويمرحوا بكل كلاحة الغريب عدم ايقافهم ولو حتى حين أو تقديم استقالتهم كرد لجزء من كرامة الشعب معيب ما يحدث في جدة .

لذا أنصح كل المتضررين بعدم التهاون عن حقوقكم يجب عليكم ملازمة المحاكم حتى ولو طال بكم النزاع وأرهقكم الإنتظار لأن هناك الكثير من الأشرار من يريدون لكم الخسارة والعودة بخف حُنين ، ولعلمي المسبق بطبيعة المواطن السعودي وميله للإستسلام بسرعة والخنوع وتقبل الأمر الواقع آمركم وبشدة بعدم التنازل ولا تعولوا كثيراً على المليون فقد تأتي وقد يطول إنتظاركم لها كثيراً ولا تأملوا على نتائج لجنة التحقيق لأن قراراتهم لن يفيدكم كثيراً ولن يسترد أحبابكم ولا منازلكم المفقودة ، لذا طالما الحق بين أيديكم إعقدوا الهمة على إسترداده ولا تخافوا من المواجهة ، لأن من ستواجهوهم أجساد آدمية تسكنها الشياطين لا تعرف الرحمة تستهين بالكائن البشري وتحتقر البائس الفقير أنتم في نظرهم متخلفون قد ضحك عليكم لضعفكم وعجزكم لذا انفضوا عنكم الغبار واثبتوا لهم عكس ذلك و لتكسروا شوكتهم .

في أحد الأيام التي تلت الكارثة ذهبت لبعض المناطق لتصويرها تحديداً الجامعة وحي الجامعة (ولي حديث عن الجامعة لاحقاً) المهم إلتقط العديد من الصور ثم بعدها بثلاث أيام قرأت خبر في الصحيفة عن اكتشاف جثة تحت احدى السيارات المحطمة بجانب سور الجامعة ذهلت من صورة السيارة عدت لصوري فتفحصتها وإذا بي قد صورت نفس السيارة هالني معرفة وجودي قرب تلك الجثة دون علمي ، وصدمتي الكبرى عندما اخبرتني أمي عن وفاة د سناء عابد غرقاً هي وعائلتها وهم متوجهون إلى الحج والمصيبة أن لحظة غرقهم وهم داخل السيارة قد صور ونشر عبر اليوتوب بإسم عائلة سعودية تغرق في سيول جدة وأيضاً سبق لي مشاهدة المقطع عدت إليه لمشاهدته مرة أخرى عندها بكيت بكاء أرهقني اكتئبت اسبوع كامل .. رحم الله جميع موتى المسلمن .

أما جامعتنا العزيزة فما يظهر لي أنها تحاول الصيد في الماء العكر بعد يومين من الكارثة تعلن عن وصولها لحالة الصفر وبأن ما تحتاجة لعودتها المصونة مليار ريال !!!! كيف قدرت ذلك ؟ الآن في جميع الدول عند حدوث الكوارث لاتحدد مبالغ التعويضات إلا بعد الكشف على الأضرار و دراسة الجدوى بدقة على يد مهندسين متخصصين كلٌ في مجالة وقد تستغرق شهراً أو أكثر ، وكما أخبرت الصحف أن البنية التحتية قد تدمرت بالكامل وأسلاك الكهرباء أتلفت وتعطلت جميع أجهزة الحاسب الآلي وضياع البيانات أي الحالة يرثى لها ثم نفاجأنا بعدم تهاونها مع غياب الطلاب لأن الدوام سيستأنف كما كان !!!!!!!! (مو قلنا خرابة ودمار ومليار) وإذا بأجهزة الحاسب تعمل وتعود البيانات و تعود الكهرباء والبنية التحتية وكل شيء تمام ، ولا تنسوا نفوق 30 ألف حيوان تجارب من أرانب وضفادع وما شابه محاولة المبالغة للإستغلال أمر مرفوض وممل لأن الناس في الناس و جامعتنا … ، 30 ألف ضفدع نافق لا يقارن بـ1300 إنسان أب وأم وأطفال موتى .. لماذا لم يذكر المتضررين خسارتهم للأضاحي ونفوق جميع الأغنام الموجودة في الحظائر بسبب السيل ، لو جمعت الأغنام النافقة لامتلأت 8 ترلات كامة  كما أخبرني اكثر من شاهد عيان فرفقاً بمشاعر الناس ، أنا لا أنكر وجود الأضرار وقد تكون في مستشفى الجامعة أكثر من بقية الجامعة لكن لا تبالغوا .

ثانيا//المعركة مع الحوثيين : سأتحدث بإختصار حتى لا أورط نفسي ، توقعت أن المعركة لن تطول ولكن اكتشفت أن المعركة ستطول وتطول وتطول ، فما يحدث هناك كارثي وحال جنودنا صادم الأحداث مزعجة والقصص مرعبة تجعلني أخاف المستقبل وأتوتر من كل ماهو قادم ، وستظهر الفترة القادمة كل ما يرعبني و أعجز عن التحدث عنه .

ثالثاً//ومنعت المآذن في سويسرا : أغلبنا قد سمع بهذا المنع ، أتعلمون لقد مللت وحتى أصدقكم القول يجب ان نتوقف التحدث في الموضوع ولنعتبرها استراحة محارب ، إن ما يحدث كل فترة من استفزاز هو من لدن مخطط صهيوني عالمي بقصد امتصاص طاقتنا واستنزاف مشاعرنا وهذا أمر لا نختلف عليه ، كل يوم  يجهزوا علينا بقضية مدوية القصد منها زرع القبول والتخاذل والرضوخ مع الوقت لكونا مهزومين ولا نملك أي شيء ، لذا حريٌ بنا التنبه لهذه النقطة والتوقف حالاً عن مدهم بالرضى ، فكما يقول المثل (الخصران يقطع المصران) وهذه حقيقة لو افترضنا وجود عود كبريت مشتعل و وضعنا عليه بعض الورق أو أي شيء بقصد إخماده بديهي لن يحدث هذا بل سيظل في الاشتعال مشتغل أي شيء يوضع عليه لكن لو تركنا هذا الكبريت يشتغل لوحدة سيحرق نفسه بنفسه حتى ينطفيء .. وهذا ما أقصده ، فنحن للأسف حالياً غير مؤهلين للدفاع عن حقوقنا لأننا لا نملك صلاح الدين لذا يجب علينا البحث عنه داخلنا أو إيجاده بيننا ، ما يحدث معنا هو عدم توحد صفوفنا قد نمتلك نفس المبدأ ونفس التوجه لكننا غير متمكننين من إيقافهم عند حدودهم وضربهم بمطرقة من حديد .. لقد كانت لنا تجارب عدة مع استفزازاتهم وقد اختبروا ردود افعالنا ، لو كنا أكثر صرامة في ردنا تجاة الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم لما اعادوا الكرة ولا تنسوا العدوان على غزة وغيرها كثييييييييير عبر السنين .. هم يمتحنون صبرنا بمعنى الكلمة ويستمتعون بكل لحظة نثور فيها ونصرخ مدافعين بكل اللكنات وبكل اللغات فما هو معلوم عنا كعرب كُلنا (بؤ) ،هذه الحقيقة قد تصدمكم لكن هذا ما أراه يجب أن نتمالك أنفسنا ونصمت ولا نتأثر كلما سمعنا تلك الخشخيشة تهتز من لدنهم بقصد الإغاظة فهم يضحكون مع كل ردة فعل ونحن لانعي ، فبعض الحلم وكتم الغيظ واجب في هذه الحالة لعازتنا للقوة .

لذا أتسائل ما ذا يحمل لنا العام الجديد ؟

رغم هذا كل عام  وأنتم بخير .. وأبدل الله حال المسلمين إلى الأحسن .

ليلى . ق