أرشيف لـديسمبر, 2011

بلال أول من رفع الأذان بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي شيد في المدينة المنورة
واستمر في رفع الأذان لمدة تقارب العشر سنوات
هذه المعلومات كثيرا منا يعرفها ودرسها او قرأها لكن مالا يعرفه الكثيرون هو ان بلال بعد وفاة حبيبه وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟؟
ذهب بلال الى ابي بكر رضي الله عنه يقول له:
(يا خليفة رسول الله، اني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
( أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله)…
قال له أبو بكر: (فما تشاء يا بلال؟) قال:
(أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت)…
قال أبو بكر: (ومن يؤذن لنا؟؟)… قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع:
(اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله)…
قال أبو بكر: (بل ابق وأذن لنا يا بلال)… قال بلال:
(ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له)…
قال أبو بكر: (بل أعتقتك لله يا بلال)… فسافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا
يقول عن نفسه:
لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أراد أن يؤذن
وجاء إلى : “أشهد أن محمدًا رسول الله” تخنقه عَبْرته، فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع
المجاهدين .
وبعد سنين رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: (ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما
آن لك أن تزورنا؟)…
فانتبه حزيناً، فركب الى المدينة ، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له : (نشتهي أن تؤذن في السحر!)…
فعلى سطح المسجد فلمّا قال: (الله أكبر الله أكبر)… ارتجّت المدينة فلمّا قال: (أشهد أن لا آله إلا الله)…
زادت رجّتها فلمّا قال: (أشهد أن محمداً رسول الله)… خرجن النساء من خدورهنّ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون اليه أن يحمل بلال على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا أمير المؤمنين بلال وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها، وصعد بلال وأذن …
فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ، وكان عمر أشدهم بكاء…
وعند وفاته تبكي زوجته بجواره ، فيقول:
“لا تبكي.. غدًا نلقى الأحبة.. محمدا وصحبه”.
رحمك الله يا بلال .