اليوم أريد التحدث عن أمر أرى من واجبي التنويه عنه ..
إن المتعارف عليه دولياً أنه عندما تأتي العمالة لبلد ما .. تمتص هذه العمالة عادات البلد ، ولن أقول تقاليد لأنها موروثة ومعقدة أما العادات من الطبيعي ومن التلقائية اكتسابها ليسهل عليهم التكيف مع المجتمع كمثال بسيط .. الذهاب لليابان أو ماليزيا كسياحة فإن معرفة العادات والأساليب المتبعة في البلد يسهل علينا الكثير من الإجراءات ، مثلها مثل الهندي والمكسيكي الذي يذهب للعمل إلى أمريكا يكون على علم بكل ما يريده للإندماج والتكيف وهذا أمر طبيعي ومتوقع والبعض يريد الإنصهار في المجتمع الأمريكي بأوسع أبوابه .. لا يخصنا .
أما في بلدي في السعودية فما يحدث العكس العمالة الوافدة لا تأتي لتعمل فقط وتتكيف لتنتج بل لتؤسس أحزاب وعصابات ، يكفيها معرفة القوانين وما هو محرم وممنوع لتجتهد بكل طاقتها لمخالفة ذلك بشتى الطرق ، للأسف هناك من أبناء الوطن من هم حامين ومساعدين لهم بل ومساهمين بالمال والجهد في دعم هذه العصابات ! ما الذي حدث ويحدث ولما ؟ !! من هنا سأبدأ ..
يا سادتي في قديم الزمان قبل استقدام العمالة وسأخص بالترتيب (البنغال ، الأفارقة “مثل الحبوش والسنغال وما شابه” ، الأندنويسيين …. والبعض الذين أتحفظ على جنسياتهم) لم يكن المواطن على علم بكيفية عمل الخمرة ولا أن من تركيبة العرق الملابس الداخلية والشرارييب ، وإذا وجد من له علم وخبره فهو واحد في الثلاثة مليون ، لم يكن المواطن يعلم التزوير ولا الغش بل يخاف من خيالة والآن فهو شهم جريء مستعد ليدفع الغالي ليحصل على ختم مزور وشهادة مزورة وأيضاً يدفع دينه ليحصل على الطلاسم و الأسحار ليتمكن من أحد ما ، وبين قوسين لم يكن لشبابنا وشاباتنا ومراهقينا العلم بالحبوب و الأفلام الجنسية وما شابه .
أعترف لسنا شعب ملائكي لكننا كُنا على فطرتنا وطيبتنا وطبيعتنا النقية .. لا أحب مقولة “الطيب أهبل ” ولكن الطيب في بلدي بريء يُستخف به ويُضحك عليه وهذا ما حدث مع رجالنا وللطاقات المهدرة من الشباب الذي يسير في عالم لا رقيب فيه ولا قائد أو قدوة ، للأسف العديد من الأجيال الشارع هو من أشرف وما زال يشرف على تربيتهم وتوجيههم نحو العالم المجهول ، وماذا يحتوي الشارع غير السائقين وحراس العمائر والعمال وباعة البقالات …. ، هؤلاء هم سبب الفساد لجيل المراهقين ثم الشباب إلى أن كبروا وأصبحوا رجال لا خير فيهم مدمنين أو مروجوين أو سارقين للأسهم ومختلسين للأموال أو خائن لرب عمله ..
ولو عدنا للأساس والمصدر الأول لهذه الإنحرافات الإجتماعية لوجدنا أننا إكتسبناها من العمالة الوافدة .. السرقة منهم ، الرشوة منهم ، الأختام والشهادات المزورة منهم ، الأسحار منهم .. هم من يقدمونها للمواطن على طبق من ذهب .. أعتقد أننا الدولة الوحيدة في العالم من تكسب عاداتها السيئة “بنسبة كبيرة” من العمالة الوافدة .. بسبب كوننا دولة منغلقة عن الخارج في الثقافة والمعرفة والخبرة ننبهر ويلفت نظرنا كل ما يأتينا من الخارج حتى ولو كان كائن بشري .. يلفت نظرنا ما يملكه من مهارات إجرامية ونصب وحيلة خاصة من في نفسه بذرة سيئة يعجب بطريقة كسب هذا المجرم وسرعة إدخارة فلا يتوانى هذا الغريب أن يرشده على الطريقة ليضمن الدعم ، وكل ممنوع مرغوب والحاجة أم النصب عند هؤلاء القوم ، وتدني الوازع الديني + المستوى المعيشي ساهم وبقوة في ذلك .
لا تحدثوني وتخبروني عن وجود أسباب أخرى مثل اللاقط الهوائي “الدش” والأفلام الهدامة و و و و ، لنفكر قليلاً .. نجد أن من حول ماهو في الدش لحقيقة ملموسة على أرض الواقع و وفر كل المواد الخام من وسائل الفساد هم العمالة .. من يفك شفرات القنوات ويوفر الكروت ويحمّل أنواع الفساد في الجوالات للأطفال والمراهقين بل حتى الكبار غير العمالة ، من يوفر العرق والخمور ؟ العمالة ، من ينشر الحبوب المنشطة فترة الإختبارات ؟ العمالة ، من ينشر وعلم الشذوذ ؟ العمالة من ومن ومن ؟ العمالة .. كله في كفة ودور الخادمات في المنازل في كفة أخرى ..
كُنا كصفحة بيضاء إن شابتها شائبة فهي لا تذكر ولا حتى ترى ، وفود العمالة علينا لطخ هذه الورقة بأنواع القاذورات حتى أخاف أن تكون أصبحت بالية ، للأسف لم نتمتع بالدرع الواقي والحامي من هذا المد الآتي من السجون .
إننا مستهدفون من قبلهم تحاك خطط الجريمة والفساد قبل حضورهم إلينا و كل خطوة من لدنهم مدروسة هدفهم الأول الكسب بأي الطرق والرحيل لا قيم لديهم ولا مباديء ولا أخلاق سامية .. قليل بل القليل النادر من يتسمون بالخير والصلاح وأخلاق المسلمين .
الآن سؤال ما الذي جعل لهؤلاء العمالة القدرة على الإجرام والهيمنة عليه بلا خوف .. في بلدي ؟
1- بعض الثغرات في إجراءات الدولة .
2- بعض من رجال الأمن وأقصد هنا من يقبلون الرشوة ويطالبون بها ، توجد عمالة ظهرها مسنود وبقوة بسبب الرشوة .
3- المال السايب .
4- ثقة المواطن الطيب الغافل .
5- الرجال الخائنين للدين والوطن وحتى لنفسه وأهله من تجار المخدرات ومروجي الخمور خريجة مصانع العمالة .
6- بعض الجهلة والغير متعلمين ، من لا يستطيع التفريق بين الصح والخطأ أو لا يريد مادام هناك مكسب ! .
7- بعض المواطنين المخالفين للأنظمة :-
أ- المواطن الذي يسمح بتواجد خادمة أو سواق في منزله هارب/ة من كفيله .. سؤال بأي حق توظفه /ا لديك ؟ والأدهى إعطائهم الراتب بزيادة بل يشترطوا ذلك بحجة غلاء المعيشة !!!!!!!!!!!!!
ب- أصحاب بعض محلات البناء / و أصحاب المصانع الكبيرة من يحضر العمالة من الباطن للعمل لديه باليومية أو الساعة .
ج- المقاولين/ والمواطن الذي يقوم بإنشاء أو ترميم منزله ، فتجدهم لا فرق لديهم إن كان العامل بإقامه أو لا المهم أن ينتهي العمل …
وإن كان لديكم المزيد فأتحفوني …
…………………………………………………………..
ملاحظة :-
1- لا أدعي أن كل أسباب التدهور الأخلاقي في البلد هو فقط من العمالة بل هو الجزء الأكبـــــــــــــــــــر .
2- ما أتحدث عنه هو ضرر العمالة على المواطــــــــــــن وليس الوطن .. لأنه كحاله مُعتدى عليه فكرياً ونفسياً ورزقياً ، ومغتصب فيما يملك من قيم وثوابت وأعراف ولن أبالغ إذا قلت حتى في أبناءه .
هنا تجدوا جرائمهم على مستوى الوطن .
ليلى.ق