آه يا مدينتي السنة الماضية صدمني الحدث أكثر من الحزن لكن هذة السنة حزني غلب على الواقعة ، أخبرتني صديقتي التركية أمس بعد أن رأت بعض المشاهد معي بأنه الآن سيبدأ الهرج والمرج وسرقة المحلات والفوضى !!! قلت : لا ! لا ليس أهل مدينتي إنهم طيبون لسنا من الشعوب المتخلفة ، لحظتها أحسست بقهر لا يوصف ، سرقة محلات ماهذه العقلية ؟ قد يموتوا جوعاً على أن يدمروا مدينتهم الحبيبة ، كمٌ كبير جداً من الشباب الطيب الشهم الذين تطوعوا كانوا من العاطلين و من المواطنين البسطاء لا حيلة لهم ولا يملكون نوايا سيئة ، ما الذنب الذي إقترفوه سكان جدة حتى يكافؤوا كل مرة بالألم والتهميش .
إن ما حدث أمس يقوي بين روابط المجتمع ويزيد من قوة التكافل والتعاطف الإجتماعي بالمقابل يزيد الحقد والكره والضغينة عليك يا وطني الحبيب فتدارك ما تستطيع أن تتداركة وإلتفت للشعب حباً في الله رغم أنه واجبك وأقل الواجب ، حقيقةً نريد أن نستشعر حبك يا وطني وحنانك الذي نسمع عنه ويوزع لكل الدول إلا نحن لأننا أبناء البطة السوداء ، نحن شعب لا يريد غير الكرامة متمثلة في مدينة أشبه بالفاضلة بنيتها التحتية أقوى من العلوية تتوفر فيها وظائف لكل المواطنين ولا غير المواطنين وبيت خاص دافيء ورواتب تضمن العيش الكريم وأهم من ذالك أذن تسمع شكوى الشاكي وقاضٍ يعيد الحق إلى أهله بكل إنصاف ، عندها لن يتذمر أحد وسيظل الشعب المسالم مسالم ، ولكن كما تعلم يا وطني يبقى خيالي خيالاً لن يتحقق بمفردة بل يحتاج إلى مساعدتك ، أخاف أن تخبرني بأن المدينة الفاضلة ستبقى قصة إستمتعي بقراءتها وعيشي أحداثها كلما غلبك حنانك وعطفك .
إن حكومتا لا تقدر أدب وصمت الشعب بل تدرجة تحت مسى الخوف ، نعم لسنا من الشعوب المتظاهرين والمضربين لغلاء المعيشة ولا للبطالة ولا للوعود الكاذبة ولا للحقوق الضائعة قسراً ولا للجوع ولا للفقر ، نحن شعب حبيب طيب مسالم والطيب في هذا الزمان يداس ، شعب علمه الدين الحنيف السمع والطاعة لولي الأمر واضعاً ذلك بين عينيه ، فلا تمتحنوا صبر وصمت المواطنين التالفة أعصابهم ولا تستغلوا هذا الحب فكما تعلمون من الحب ما قتل .